اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 222
واقترافكم وظهور ما في استعدادكم ثُمَّ بعد انقضاء الأجل المسمى إِلَيْهِ لا الى غيره مَرْجِعُكُمْ رجوع الظل الى ذي الظل ثُمَّ بعد رجوعكم اليه يُنَبِّئُكُمْ اى يخبركم ويجازيكم بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ وتكسبون في نشأة ظهوركم وشهادتكم من الأعمال الصالحة للقبول والثواب والفاسدة المستوجبة للرد والعقاب
وَبالجملة عليكم ايها الاظلال الهالكة والعكوس المستهلكة ان لا تغفلوا عن مقتضيات توحيد الله ولا تخرجوا عن امتثال أحكامه الجارية على السنة رسله إذ هُوَ الْقاهِرُ القادر المقتدر العزيز الغالب فَوْقَ عِبادِهِ الرقيب المحافظ المراقب عليهم يحفظهم عما لا يعنيهم وَمن جملة محافظته سبحانه انه يُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً من الملائكة يكتبون ويجمعون عموم ما صدر عنكم حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ اى الوقت الذي قدر الله المدبر الحكيم لانقضاء الأجل المسمى عنده تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا اى قد وفى عليه حسابه الملائكة الموكلون منا وَهُمْ اى الرسل الأمناء الموكلون لا يُفَرِّطُونَ ولا يفرطون ايضا أصلا فيما صدر عنهم
ثُمَّ بعد ما وفي الرسل حسابهم على الوجه الا عدل الا قوم رُدُّوا للجزاء إِلَى اللَّهِ المجازى الذي هو مَوْلاهُمُ الْحَقِّ العدل السوى القائم بالقسط العالم بجميع احوال عباده ليجازى كلا منهم على مقتضى علمه وخبرته أَلا لَهُ الْحُكْمُ والأمر والجزاء وَهُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ لاعمال عباده بحيث لا يغيب عن حفظه وحسابه شيء منها
قُلْ لهم يا أكمل الرسل مَنْ يُنَجِّيكُمْ ويخلصكم مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ اى من شدائدها وأهوالها حين تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً متضرعين مجاهرين وَخُفْيَةً مناجين مسرين قائلين لَئِنْ أَنْجانا بلطفك يا مولانا مِنْ هذِهِ الأهوال والمخاوف لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ لنعمك الصارفين لها الى مقتضى ما امرتنا به ورضيت عنا بصرفها
قُلِ اللَّهُ المصلح لعموم أحوالكم يُنَجِّيكُمْ مِنْها وَكذا مِنْ كُلِّ كَرْبٍ هم وغم قد الم بكم ثُمَّ بعد ما أنجاكم الله ايها المنهمكون في بحر الضلال أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ به سبحانه ما لا وجود له من العكوس والاظلال والتماثيل العاطلة وتكفرون بنعمة العقل المفاض من عنده لتتنبهوا به الى توحيده
قُلْ هُوَ الْقادِرُ المقتدر عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً نازلا مِنْ فَوْقِكُمْ مثل الرعد والبرق والصواعق الكائنة في الجو أَوْ حادثا مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ مثل الزلزلة والغرق وغير ذلك أَوْ يَلْبِسَكُمْ ويخلط عليكم اهوائكم ويجعلكم شِيَعاً فرقا متخالفة متقابلة وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ بالقتل والسبي والاجلاء انْظُرْ ايها الرائي كَيْفَ نُصَرِّفُ نجدد ونكرر لهم الْآياتِ اى دلائل توحيدنا وشواهده لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ رجاء ان يتفطنوا الى سرائر توحيدنا وسريان هويتنا الذاتية في مظاهرنا ومع ذلك لم يتنبهوا
وَمن عدم تنبههم وتفطنهم قد كَذَّبَ بِهِ اى بعموم ما جاء من عندنا إليك يا أكمل الرسل في الكتاب الجامع لفوائد جميع الكتب السالفة قَوْمُكَ يعنى قريشا خذلهم الله ونسبوا إلينا وإليك ما لا يليق بشأننا وشأنك وَالحال انه هُوَ الْحَقُّ المطابق للواقع نزوله منا إليك قُلْ لهم في مقابلة تكذيبهم لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ موكل لحفظكم حتى احفظكم عما يضركم بل ما على الا البلاغ والوقاية والحفظ بيد الله وفي قبضة قدرته
واعلموا انه لِكُلِّ نَبَإٍ اى خبر وآيات نازلة من الله مُسْتَقَرٌّ مقر ومورد قرار وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ حين تقرره ونزوله في مورده في الدنيا والآخرة
وَإِذا رَأَيْتَ أنت يا أكمل الرسل المسرفين الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا بالطعن والتكذيب فَأَعْرِضْ
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 222